الأربعاء، 25 يونيو 2014

الوثائقي من الشّاشة العملاقة إلى الصندوق العجيب

نشرت من طرف : Unknown  |  في  7:05 ص

ترشح قولة جون لوك قودار"نرفع رؤوسنا حينما نقصد السّينما فيما نخفضها حينما نشاهد التّلفزيون" تورية لا يُراد معناها القريب، رغم جواز التّسليم به، ومداره على رصد اتجاه البصر المصوّب - فضائيّا - نحو موضع الشّاشة ارتفاعا أو انخفاضا، بقدر ما يقصد معناها البعيد. فتُقابل هذه التّراتبيّة الفضائيّة بين ما يُحَصّل متفرّج السّينما من العزّة والشّرف وما يصيب متفرّج التّلفزيون من الهوان والعار. ولئن بدت هذه العبارة مسرفة في التّشيع إلى انتماء صاحبها المهني والاجتماعي فإنها تفتح على إشكاليّة قُلّب، تتغيّر أطروحاتها في كلّ حين، فتخضع مقارباتها للتّحولات التّقنية والاقتصادية في آن، وتربك الباحث سواء نحا منحى التأريخ والتّحقيب أو نحا منحى المقاربات الفكريّة المتأمّلة المتعالية.
ولكونها إشكاليّة قلّبا فقد صرفت إليها اهتمام الباحثين والنّقّاد منذ خمسينات القرن الماضي، أوان ظهور التّلفزيون منافسا عتيدا للسّينما على استقطاب المتفرّجين. وظلّت قائمة تُعاوَد إغراءهم بالانصراف إليها مع كلّ تحوّل فكري أو منهجيّ أو تقنيّ وسائطيّ. وعلى قدم البحث في المسألة فإنّنا نقدّر أنّ مناطق منها ظلت معتّمة حال قصور الدّراسات التأريخيّة أو البنيويّة دون تعميق القول فيها، أو دعا ما طرأ من التحوّلات التكنولوجية إلى معاودة التفكير فيها، وأنّ بحثا تداوليّا وسائطيّا ينفتح على سياقات الإنشاء والتقبل ويدرس الأفكار في علاقة بالشروط المادية لنقلها وحفظها كفيل بإضاءة جوانب منها. "فالمنتجات الرمزية لمجموعة ما في اللّحظة "ز" لا يمكن أن تُشرح بمعزل عن تقنيات التخزين المعتمدة في اللحظة نفسها" . وعليه فقد عزمنا على تقصّي خصوصيات الفيلم الوثائقي السينمائي وحدود تمايزه عن الفيلم التلفزيوني رغم التّداخل الكبير الذي يعاني منه الاصطلاح [السينمائي/ التلفزيوني] وعسر رسم الحدود بينهما .
بالنّظر إلى عسر الحسم في مسألة الاصطلاح فإنّ عملنا ينطلق من فرضية توجّه اختياراته المنهجية فتعدّ [سينمائيّا] كلّ ما يعرض على الشّاشات العملاقة وفي القاعات المظلمة وتعتبر كل ما يعرض على الشاشة الصغيرة وفي ظروف تقبّل الخاصّة بمختلف البرامج التلفزيونيّة فيلما [تلفزيونيّا]. وفي الآن ذاته لا يعدّ فرضيّته هذه مصادرة نهائيّة يسلّم بوجاهتها، بل يجعل هاجسه مزدوجا. فبقدر ما يخوض في إشكالية خصوصيات السّينمائي ومدى تمايزه عن التلفزيوني- الوثائقي من المسألة خاصّة- يختبر اختياره المنهجي ويراجعه متى تبيّن له قصوره.
(I في تقبّل الفيلم: شروط العرض ومسارات الإدراك
تؤثر عناصر خارجية كثيرة في تشكيل النّص الفيلمي وفي تحديد أولويات المتفرّج وتحديد أفاق انتظاره تأثيرا عميقا. منها خلفيات المبدع أو المتقبّل الفكرية والجمالية وسياقات الإنشاء والتّقبّل السياسية والحضاريّة.

شارك الموضوع

مواضيع ذات صلة

0 التعليقات:

تابعنا على الفيسبوك

Sidebar One

إجمالي مرات مشاهدة الصفحة

بث المحترف

�� �������

إحصائيات الموقع

تقييم الموقع

Link List

Comments

����� �������

أرشيف المدونة الإلكترونية

المتابعون

آخر التعليقات

Footer Widget 1

Footer Widget 3

Navigation-Menus (Do Not Edit Here!)

مواضيع مختارة

صمم في : 2012/08/23

Template Information

مجلة رسالة

نموذج الاتصال

الاسم

بريد إلكتروني *

رسالة *

الرجاء عدم نزع الحقوق من القالب -جانفي 2012-

اخبار رياضة رسائل الاسلام عجائب وغرائب صحتى

تبادل اعلاني

Test Footer 2

300x250 AD TOP

Footer Widget 2

يتم التشغيل بواسطة Blogger.

بحث في المدونة

الاكثر مشاهدة

المواضيع النشطة

Blog Archive

back to top