في
البداية، وبعد الإطلاع على الكثير من المراجع، والدراسات والمقالات والبحوث
العلمية، التي تناولت هذا الفن الإعلامي، توصلنا إلى أهمية إعادة مناقشة
مصطلح "البرنامج الوثائقي" وهذا لإزالة بعض الالتباسات التي قد ينتج عنها
بعض الارتباك لدى الباحث والقارئ. والجدير بالذكر أنه وقبل التطرق إلى
مفهوم البرنامج الوثائقي كان حريا بنا أن نتناول بالتحليل والمناقشة مفاهيم
أخرى مقاربة، يتم تداولها كثيرا على مستوى التنظير الإعلامي من جهة، وعلى
مستوى الممارسة الإعلامية من جهة أخرى، كالفيلم الوثائقي، والفيلم
التسجيلي، وإذا انطلقنا من قاعدة أساسية تبنى عليها الدراسة برمتها وهي أن
البرنامج الوثائقي يشمل الفيلم الوثائقي، والفيلم التسجيلي وأشكال أخرى سوف
يتم الطرق إليها لاحقا، فإنه من الضروري أن نعرج لتاريخ السينما الوثائقية
وبداياتها، وتطورها، ثم عوامل انتقال الفيلم الوثائقي من السينما إلى
التلفزيون، وبالتالي بروز مصطلح البرنامج الوثائقي الحديث.
تاريخ السينما الوثائقية:
لم يكن "ليونـاردو دافنشي" ليتنبأ أو يطمح لاختراع يعادل ما تراه العين وتسمعـه الأذن !! على أية حـال كان لا بد أن يمر زمن طويل حتـى الثلاثينيـات من القرن الثـامن عشر عندمـا بدأ استعمال اللعبة البصريـة ومن أشهـرها لعبة عجلة الحياة "زيوتروب" حيث كـان الناظر إلى الصـور الثابتـة من خلال فتحـاتها يتوهم أنه يـرى الحركة نفسها تدب في الصورة، وهناك نوع آخر مشهور من هذه اللعـب حيث كانت تطبع فيه على صفحات كتـاب مرن مجمـوعة من الصـور، كل صورة منهـا تمثل مرحلة تختلف عما قبلهـا اختـلافـا بسيطـا، ويمسك المتفرج بحـافـة الكتاب في إحـدى يديه بقـوة ويثني الكتاب إلى الخلف بإبهام يده الأخرى ثم يسحب إبهامه تدريجيا بحيث تنطلق صفحـات الكتاب أمام عينيه في تتابع سريع فتبدو صورهـا وكأنها تتحرك .ووجـد نوع متقدم من هذا النوع من اللعب يسمى "موتوسكوب"
وفي نفس الوقت تقريبا بداً التصـوير الفوتوغرافي على ألواح من الزجاج ومن أوائل الصور المحددة التاريخ تلك التي صورها عام 1839 "فيبس وواجير"(1).
وفي عام 1874 جرت عدة محاولات لتسجيل أول الأفلام, فقام الفرنسـي (Pierre jules cesar) بمحاولة لتسجيل فيلم (venus passing across the sun) فقام بتصوير عدة لقطات بواسطة كاميرا أسطوانية قام باختراعها, سميت (revolver photographique), ولم تكن النتيجة بعد شريطا سينمائيا, إلا أنها كانت خطوة في ذلك الاتجاه وأعطت الأفكار للآخرين, أما بالنسبة للمصور "جانيس" الذي قام بالتصوير فكانت الأهمية مجرد تسجيل الحادث على الكاميرا. وفى نفس الوقت أجريت محاولات أخرى على يد الإنجليزي "إدوارد ميبردج" (Eadward Muybridge), وكان يعمل مصورا, فقد قام بوضع عدة كاميرات على جانبي الطريق لتسجيل سباق الخيل أثناء انطلاق الجياد, واستطاع أن يتوصل عام 1880 إلى ابتكار صندوق سحري بداخله شاشة تعرض صورا لحركة الخيل(2). وكرر "ميبردج" تجربته على عدة حيوانات ثم على عدة رجال ونساء ثم رقصات .. الخ.
كما قام الفرنسي"أ.ج مارى" Etienne jules marey العالم المعروف الذي كان يدرس طبيعة الحركة باختراع آلة سميت fusil photographique وهى بندقية فوتوغرافية بواسطتها يتحكم المصور من التقاط الحركة وقام بتصوير العصفور أثناء الطيران, واستطاع عام 1887 التصوير على ورق, ثم توصل إلى التصوير على شريط سينمائي يدعى"السيلولويد", كما نجح أيضا في عرض النتيجة على الشاشة, وهكذا اقترب من تكنيك الفيلم التسجيلي(3), وكانت أفلامه التسجيلية مدة عرضها لا تستغرق أكثر من ثلاث أو أربع ثوان(4).
تاريخ السينما الوثائقية:
لم يكن "ليونـاردو دافنشي" ليتنبأ أو يطمح لاختراع يعادل ما تراه العين وتسمعـه الأذن !! على أية حـال كان لا بد أن يمر زمن طويل حتـى الثلاثينيـات من القرن الثـامن عشر عندمـا بدأ استعمال اللعبة البصريـة ومن أشهـرها لعبة عجلة الحياة "زيوتروب" حيث كـان الناظر إلى الصـور الثابتـة من خلال فتحـاتها يتوهم أنه يـرى الحركة نفسها تدب في الصورة، وهناك نوع آخر مشهور من هذه اللعـب حيث كانت تطبع فيه على صفحات كتـاب مرن مجمـوعة من الصـور، كل صورة منهـا تمثل مرحلة تختلف عما قبلهـا اختـلافـا بسيطـا، ويمسك المتفرج بحـافـة الكتاب في إحـدى يديه بقـوة ويثني الكتاب إلى الخلف بإبهام يده الأخرى ثم يسحب إبهامه تدريجيا بحيث تنطلق صفحـات الكتاب أمام عينيه في تتابع سريع فتبدو صورهـا وكأنها تتحرك .ووجـد نوع متقدم من هذا النوع من اللعب يسمى "موتوسكوب"
وفي نفس الوقت تقريبا بداً التصـوير الفوتوغرافي على ألواح من الزجاج ومن أوائل الصور المحددة التاريخ تلك التي صورها عام 1839 "فيبس وواجير"(1).
وفي عام 1874 جرت عدة محاولات لتسجيل أول الأفلام, فقام الفرنسـي (Pierre jules cesar) بمحاولة لتسجيل فيلم (venus passing across the sun) فقام بتصوير عدة لقطات بواسطة كاميرا أسطوانية قام باختراعها, سميت (revolver photographique), ولم تكن النتيجة بعد شريطا سينمائيا, إلا أنها كانت خطوة في ذلك الاتجاه وأعطت الأفكار للآخرين, أما بالنسبة للمصور "جانيس" الذي قام بالتصوير فكانت الأهمية مجرد تسجيل الحادث على الكاميرا. وفى نفس الوقت أجريت محاولات أخرى على يد الإنجليزي "إدوارد ميبردج" (Eadward Muybridge), وكان يعمل مصورا, فقد قام بوضع عدة كاميرات على جانبي الطريق لتسجيل سباق الخيل أثناء انطلاق الجياد, واستطاع أن يتوصل عام 1880 إلى ابتكار صندوق سحري بداخله شاشة تعرض صورا لحركة الخيل(2). وكرر "ميبردج" تجربته على عدة حيوانات ثم على عدة رجال ونساء ثم رقصات .. الخ.
كما قام الفرنسي"أ.ج مارى" Etienne jules marey العالم المعروف الذي كان يدرس طبيعة الحركة باختراع آلة سميت fusil photographique وهى بندقية فوتوغرافية بواسطتها يتحكم المصور من التقاط الحركة وقام بتصوير العصفور أثناء الطيران, واستطاع عام 1887 التصوير على ورق, ثم توصل إلى التصوير على شريط سينمائي يدعى"السيلولويد", كما نجح أيضا في عرض النتيجة على الشاشة, وهكذا اقترب من تكنيك الفيلم التسجيلي(3), وكانت أفلامه التسجيلية مدة عرضها لا تستغرق أكثر من ثلاث أو أربع ثوان(4).
0 التعليقات: